سقوط عاصي الحدث

من المؤكد أن شعب الحدث صمد خلال ٧ سنوات من الحصار المستمر بسبب الغذاء وإمدادات المياه ، و عندما اخترق المماليك إمدادات المياه ، سقطت عاصي الحدث.
ولكن ما هي الامدادات المفترضة لتوفير  المياه ؟ هنالك ثلاث فرضيات :

الفرضية الأولى :
وجود حوض طبيعي داخل المغارة مملوء بالمياه . قمنا بزيارة الكهف عدة مرات في فصل الشتاء دون أن يلاحظ أي تسرب ماء  يمكن أن تحول مياه الأمطار إلى الحوض، أو إمكانية تغذية هذا الخزان من خلال مجموعة من الشقوق الطبيعية التي لم تكتشف بعد 

لفرضية الثانية :  احتمال وجود مصدر للمياه داخل الكهف. وهذا إحتمال ضئيل لأن الكهف جاف و كان هذا الجفاف واحد من العوامل الرئيسية التي ساعدت في الحفاظ على الرفات البشرية والمادية الأخرى
 
الفرضية الثالثة :  استخراج المياه من الينابيع المجاورة واستجرارها إلى الكهف. هذه الفرضية المعقولة الينابيع الثلاثة هي: عين الحبشية ،عين كوسا وعين الجرن ، وتقع كلها على بعد أقل من 800 متر من الكهف. إستعان المماليك بالخيل لمساعدتهم في إيجاد الطريقة للدخول الى المغارة. فعطّشوا الخيل ثلاثة أيام، واطلقوها فوق المغارة لأكتشاف مصادر المياه اليها،  ولم تمض ثلاثة أيام على تعطيش الخيل حتى إكتشفت مجرى للماء فجلبوا الحيوانات، وذبحوها على قنوات الماء، وإمتزج الماء بالدم، وتلوّثت كليّاً المياه. فأستسلم الأهالي بعد سبع سنوات من الحصار. منهم مَن مات داخل المغارة جوعاً وعطشاً، ومنهم مَن هرب الى خارج المغارة فقتله المماليك، ومنهم على عدد أصابع اليد، تمكنوا من الهرب إلى جبيل..

* تمّ الحصول على المعلومات لعملنا هذا من كتاب تاريخ وروايات تاريخية لبلدة حدث الجبّه عظمة وتُراث، مدعومة  بالصور والمعلومات من مؤرخه الأستاذ جورج أنطون الشدراوي

Tags from the story
Leave a comment